anissa L'election...

الإنتخابات الرئاسية بفرنسا : ر قمٌ قياسى لعدد المرشحين، و تمثيلٌ ضعيفُ للفرنسين ذَوي الأُصولِ العربية.

أنيسة مخالدي بَدت الإنتخابات الرِئاسية لِسنة 2007 وكأنها الشغلُ الشاغِلُ لِلصحافةِ والرأي العام وحديثُ الشارِعِ لِلعامِ و الخاص هذهِ الأيامَ في فرنسا. ما مِن يومٍ يمرُ إلا و تَرُدُ فيهِ أخبارٌ أو إشاعاتٍ حولَ ترشيحِ شخصيةٍ جديدة مِن عالمِ السياسة أو المُجتمع المدني. كانت الإنتخابات الرئاسية السابقة والتى جرت سنة 2002 قد تميزت بِمُشاركةِ 16 مُترشحاً مِن مُختلفِ الأطيافِ السياسية وهوَ ماأُعتُبرَ آنذاك رقماً قِياسياً مُقارنةً بِالسنواتِ السابِقة. ولَكن يبدو وكأن الإنتخاباتَ المُتوقعة إجراءُها في شهر مايو القادم ستشهدُ تحطيمَ رقماً قِياسياً جديداً في عددِ المُشاركينَ ، فقُبيلَ 6 أشهر من موعدِ إجراءها وصلَ عددُ المُعلنينَ عن ترشُحهم إلى أكثر من 22 وهو رقمٌ قابلٌ لِلإرتفاع علماً أن باب الترشح مايزالُ مفتوحاً إلى غاية أواخر ديسمبر2007

بِالرغم من تزاحمِ المُترشحين لِلفوزِ بكُرسي قصر الإليزيه إلا أن المُراقبين السياسين و الخبراء يُرجِحُون أن ينحصرَ الصراع في الدورِ الثاني بين مُرشحي الحزبين الأكثر إنتشارا وتمثيلاً على الساحة السياسية الفرنسية : و هما حزب التيار اليساري’’ إتحاد الحركة الشعبية‘‘ وحزب التيار اليميني ’’:الحزب الإشتراكي‘‘ . مِن اليمين، أهمُ الشخصيات ألتي تقدمت : ’’ /1لوران فابيوس 60 : سنة ويُعتبرُ من أهم قيادات الحزب و قد سبقَ وأن شغلَ مناصب وزارية عديدة في حكوماتٍ سابقة.’’ /2 دومنيك ستروس كان 58 : ‘‘ سنة ذو الأُصول اليهودية و هو أستاذٌ في علوم السياسة و الإقتصاد بجامعة السوربون و قد شغلَ بدورهِ مسؤوليات سياسية هامة و هو المترشح الذى يحضى بمُساندة اللوبي اليهودي بٍفرنسا. /3 السيدة سقولان غويال : 51 سنة وهي تشغلُ منصب نائبة في البرلمان،وهي في نفس الوقت زوجة الأمين العام للحزب وأمٌ لِِ4 أطفال،. بِالرغم من كونها أقل المُترشحين الثلاثة بِقضايا خبرةًالسياسة الخارجية والإقتصاد إلا أن حظوظها في الفوزٍ تبدو أكبر بفضل تمتُعِها بِقاعدة شعبية واسعة كشفت عنها إستطلاعات الرأى ألتي تُجرى دورياً . حسب القانون الداخلي للحزب الإشتراكي ،فإن مرشح واحد فقط بين هؤلاء الثلاثة

مُؤهلٌ لخوض الإنتخابات بإسمِ الحزب و هو الذي يختارهُ أعضاءُ حزبهِ يوم 16 نوفمبر أو يوم 23 إذا لم يحصل على أكثر من نصف الأصوات في الدور الأول

من اليسار، يعتلي َقائمة المُرشحين إسم ’’نيكولا سركوزي سنة 51 ‘‘ وزير الداخلية الحالي و الذي تُقَدِمُه إستطلاعات الرأي على أنهُ ثاني الشخصيات المُرشحة بِالفوز بِمنصب الرِئاسة بعد السيدةسقولان غويال . يلبهِ إسمُ ’’جاك شيراك 74 ‘‘سنة، و هو الرئيس الحالي لفرنسا والذي لم يُعلن إلا غاية الأن رسمياً تقدُمه ُ للإنتخابات رغم تداولٍ شائعاتٍ في الأوساط المُقربة لهُ عن تحديدِ موعدِ الإعلان إلى أواخر شهر ديسمبر. الدوائر السياسية والصحافة المُختصة تتحدثُ عن إحتمالات فوز متضائلة للرئيس شيراك في هذه الدورة الإنتخابية،حيثُ تلقى فكرة ترشُحهِ تأييداً ضعيفا ًفي أوساط الحزب اليساري بفعل كبر سنهِ ولكن أيضاً لِقوة ِمنافسهِ ‘‘ نيكولا سركوزي ’’االذي تمكن في فترة قصيرة من إستقطابِ أكبرقدرٍ من التأييد، مُتميزاً بمواقفه صارمة فيما يخُصُ قضايا تنظيم الهجرة و مُحاربة العُنف.

من الأحزاب الأُخرى رُبما كانت شخصيةُ ’’جان ماري لوبان ‘‘زعيم حزب التيار المُتطرف : ’’ ا لجبهةالوطنية ‘‘ هي الأجدرُ بالإهتمام والأكثرُقرباًُ لتحقيق نسبة تصويتٍ عالية، علماً أن الزعيم المعروف بٍمواقفه العنصرية و المُعادية لٍلمُهاجرين ولاسِيمَا العربَ و المُسلمين منهم، قد أحدثَ المفاجآة في الإنتخابات السابقة حين تأهلَ لِلدور الثاني مُنافساً الرئيس شيراك على كُرسي الرئاسة في الوقت ا لذيتوقعت إستطلاعات الرأي حصولهُ على نسبة تصويتٍ ضعيفةٍ جداً.

بالإضافة إلى إرتفاع عدد المُترشحين لمنصب الرئاسة، إمتازت رئاسيات 2007 بمشاركة بسيطة ِلمُترشحين من أصولٍ عربية. عددهم لايتعدى الخمسة ربما كان أهمهم الدكتور ’’صهيب بن شيخ‘‘ 39 سنة،و ألذي أ علنعن ترشحهِ ضمن قائمة الأحرار وهوحاصل على شهادة الدكتوراه في علوم الشريعة، يشغلُ حالياً منصِب مُفتي مدينة مرسيليا وهو معروفٌ في الأوساط السياسية و الثقافية بمواقفه المعتدلة و نشاطاته العلمية و الإجتماعية. إضافةً إلى ترشح رشيد نكاز: 37 سنة وهو مُقاول و رئيس نادي’’ إلى الأمام فرنسا ‘‘ و هو يساري التوجه.

رغم أهمية الجالية والمُسلمة العربية من حيثُ العدد، حيثُ يقدر عدد المسلمين المُقيمين في فرنسا بِأكثر من 6 ملايين و هو ما يعادلُ %10 من إجمالي عدد السكان بفرنسا، و رغم كون الدين الإسلامي الأول من حيثُ الإنتشارإلا أن حظوظ المُترشحين العرب بالفوز بنسبة من الأصوات تبدو ضئيلة، بل وأن ترشُحَهُم لن يتعدى مرحلة الإعلان. ا لسببُلا يعودُ فقط إلى عدم تقبل العقليات الفرنسية لرئيس ذو أصولٍ عربية، بل هو أبسطُ من ذالك وهو إصطدام هؤلاء بِحاجزالإجراءات الإدارية المفروضة على المتقدمين للترشح و المُتمثل في إجبارية الحصول على تأييد خطي لِ500 من مُمثلي الدوائر الشعبية لِلتقبلَ ملفاتُ ترشيحهم، و هو ما يبدو صعباً على مثل هذهِ الشخصيات الغير مُتمرسة في ميدان السياسة. وهكذا تبدو مشاركة أو –إشراك -- الأسماء العربية في اللعبة الإنتخابية مُحاولة لتجسيد مبدأ تساوي الفرص وربما أيضاً عمليةُ نثرالغبارِ على العيون أكثرمنهاُ إرادة حقيقية لفتح باب المنافسة على كرسي الإليزيه أو إستجابة لِمطالبَ شرعية.

أنيسة مخالدي

Anissa MEKHALDI